- verjenia4everصاحب مكان
- عدد المساهمات : 8401
تاريخ التسجيل : 28/08/2009
خوفنا من الخوف يجعلنا دائماً في خوف
الإثنين نوفمبر 23, 2009 4:48 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
خوفنا من الخوف يجعلنا دائماً في خوف
الخوف ينمو بداخلنا كل يوم – يأكل ويشرب – يلهو ويمرح – يحزن ويتألم !
تعد النفوس الضعيفة هي أخصب تربة على الإطلاق لنموه وترعره بداخلها ... ،
أكله وشربه هو استسلامنا نحن له ،
حزنه وألمه عندما نخوض دروبنا بدونه ...
التردد أحد أبناء الخوف – حينما تتردد – اعلم وقتها انك خائف !
فور انتهاء التردد من اكمال مهمته مع ذوي النفوس الضعيفة - يقف ليعلنها بملء الفيه انه قام بدوره على أكمل وجه ،
ويرسل الي والده ( الخوف ) برقية الشكر ومعها ضوءاً أخضراً يسمح بمرور والده الي الهدف!
تتوارث أجيالنا الخوف – جيلاً يتلو جيل وفرداّ يتلو الآخر ...
أخاف على إبنتي محذراً إياها من ( أحمد ) إبن الجيران – وأقول لها – لا تجعليه يتقاسم معك ( ساندويشاتك ) فهذه لك ولا لغيرك !
بالطبع هذه الوصية هي وصية أغلب الأمهات ! ،
في جعبتها تحمل العديد من الحب والحرص والخوف على أبنائها – ناهيك عن مضمون الوصية – ولكن عواقبها وخيمة ..
أولا :- بات أحمد هو العدو اللدود لأبناء الأسرة !
ثانيا:- غرس الطمع بطريقة حميدة !
ثالثا:- تتلاشى معالم المشاركة والتعاون ( وقسم اللقمة ) !
انظروا ايها الآباء ماذا فعلتم - خوفكم على أبنائكم ماذا صنع - لا تجعلوا فطرة الخوف الدفينة تتوارثها أجيالكم ،
فاليوم هي عبارة عن ( ساندويتش ) والغد ما أدراك !
الأب والأم – لا محالة يخافون على أبنائهم - ولكليهما دوره في الأسرة – يحافظون على أبنائهم من كل كبيرة وصغيرة – ويتناسون تماماً أن الذي أخاف منه ليس قمعاً عليك ان تخاف منه ؟؟
فالأسرة المدنية تخاف على أبناءها قطع الطريق السريع ، وتخاف أيضا سائقي التاكسي ليلاً – فهذا الشئ ليس في حسبان الأسرة الريفية ، التي تخاف هجرة أبناءها وتركها لعرضهم المتمثل في الأرض الزراعية ونزوحهم الى الحضر وأضواء المدن ،
وعندهم ما يكفيهم من أساطير السلعوة والنداهة وبطش التكاتك !
خوفنا من شيئ يجعلنا نتجنبه – وبالمزيد منه نجد أننا متناهين في الصغر ولا نعرف قيمة ما لأنفسنا – وبمزيد المزيد – نجد أننا نتجنب جميع الأشياء ! - أليس هذا جنون؟
الخوف من المستقبل و اتخاذ القرار ...
طموحنا في أن نشغل مناصب عليا – ومحاولاتنا جميعاً في اخراج أحلامنا بصورة قريبة الى الواقع – يجعلنا في تردد مستمر في الإنتقال من خطوة إلى أخرى ، فلا يوجد واحدٌ لا يطمح بوظيفة محترمة ذات ربح ومكانة عاليين – أعمل أنا مثلا في شركة ( كذا ) – قابلت صديقي لأجد أن الشركة التي يعمل بها يحتاجون لجهودي معهم ، ولذاً فوجب عليَ أن أترك وظيفتي الحالية لأحمل أختام الوظيفة الجديدة – فحينها أقف بداخل دائرة الحيرة في الإختيار ما بين هاتين – تجول برأسي عناصر المقارنة بينهما
هل لو وافقت طلب الشركة الثانية – سيكون حالي أطيب مما انا عليه ؟
هل سأكون خطوت خطوة الى الامام ؟؟
هل سألقى ما يناسبني من مكانة ومكسب وتطور ؟
هل .. وهل .. وهل
نجد أنفسنا قلقة بشأن الوظيفة ( الخطوة ) الجديدة - ليتطور الوضع ليذهب الى التردد وما أدراك إياه – فهو سريع التواصل مع الخوف - وتتبع السلسلة ...
نعقد المقارنات الواهية – نبذل الكثير من الجهد في التفكير السلبي وعناصر المقارنة السلبية – فلو نظرنا الى ( الخطوة الجديدة ) الوظيفة الجديدة على أنها – زيادة في اتساع الخبرة ، والإنتقال من موضع لأخر يكسب الأشخاص كسر حاجز الرهبة من المستقبل – والخوف منه ، فبهذه الطريقة تكون الخطوة ذات ثبات وإقدام .
الخوف من اللاشيء ...
يضحك بعضنا ويتعالى في الضحكات – ويا لها من ليلة حقاً لا تتكرر كثيراً ، الفرح يسود المكان – كل الوجوه تبتسم ومن يراهم يضحك لضحكهم – وفجأة !!!
ينتصب أحدهم ليقول ( خير اللهم اجعله خير ) ( أكيد في حاجه هتحصل وحشه قوي ) !! وبعدها يتحول الضحك والفكاهة والمرح الى حقيبة سوداء ممتلئة بالحزن والقلق - ويتحول الضاحكون إلى مجموعة من البشر لا يعرفون كيف يواجهون خوفهم من حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم ، فهم في الحقيقة لا يعرفون كيف تكون السعادة وكيف يفرحون.
هذا هو الخوف بعينه ، عندما نضحك ونفرح نقول ( اللهم اجعله خير ) ، وعندما نتزايد في الضحك والسعادة ، ننتظر الكارثة المرتقب حدوثها ... أي بلاهة هذه !
لا تترك نفسك لخوفك – فخوفنا من الخوف يجعلنا دائما في خوف ...
مجلة الوعي العربي
خوفنا من الخوف يجعلنا دائماً في خوف
عبدالرحيم مهنا
بتاريخ 11 أكتوبر 2009
خوفنا من الخوف يجعلنا دائماً في خوف
الخوف ينمو بداخلنا كل يوم – يأكل ويشرب – يلهو ويمرح – يحزن ويتألم !
تعد النفوس الضعيفة هي أخصب تربة على الإطلاق لنموه وترعره بداخلها ... ،
أكله وشربه هو استسلامنا نحن له ،
حزنه وألمه عندما نخوض دروبنا بدونه ...
التردد أحد أبناء الخوف – حينما تتردد – اعلم وقتها انك خائف !
فور انتهاء التردد من اكمال مهمته مع ذوي النفوس الضعيفة - يقف ليعلنها بملء الفيه انه قام بدوره على أكمل وجه ،
ويرسل الي والده ( الخوف ) برقية الشكر ومعها ضوءاً أخضراً يسمح بمرور والده الي الهدف!
تتوارث أجيالنا الخوف – جيلاً يتلو جيل وفرداّ يتلو الآخر ...
أخاف على إبنتي محذراً إياها من ( أحمد ) إبن الجيران – وأقول لها – لا تجعليه يتقاسم معك ( ساندويشاتك ) فهذه لك ولا لغيرك !
بالطبع هذه الوصية هي وصية أغلب الأمهات ! ،
في جعبتها تحمل العديد من الحب والحرص والخوف على أبنائها – ناهيك عن مضمون الوصية – ولكن عواقبها وخيمة ..
أولا :- بات أحمد هو العدو اللدود لأبناء الأسرة !
ثانيا:- غرس الطمع بطريقة حميدة !
ثالثا:- تتلاشى معالم المشاركة والتعاون ( وقسم اللقمة ) !
انظروا ايها الآباء ماذا فعلتم - خوفكم على أبنائكم ماذا صنع - لا تجعلوا فطرة الخوف الدفينة تتوارثها أجيالكم ،
فاليوم هي عبارة عن ( ساندويتش ) والغد ما أدراك !
الأب والأم – لا محالة يخافون على أبنائهم - ولكليهما دوره في الأسرة – يحافظون على أبنائهم من كل كبيرة وصغيرة – ويتناسون تماماً أن الذي أخاف منه ليس قمعاً عليك ان تخاف منه ؟؟
فالأسرة المدنية تخاف على أبناءها قطع الطريق السريع ، وتخاف أيضا سائقي التاكسي ليلاً – فهذا الشئ ليس في حسبان الأسرة الريفية ، التي تخاف هجرة أبناءها وتركها لعرضهم المتمثل في الأرض الزراعية ونزوحهم الى الحضر وأضواء المدن ،
وعندهم ما يكفيهم من أساطير السلعوة والنداهة وبطش التكاتك !
خوفنا من شيئ يجعلنا نتجنبه – وبالمزيد منه نجد أننا متناهين في الصغر ولا نعرف قيمة ما لأنفسنا – وبمزيد المزيد – نجد أننا نتجنب جميع الأشياء ! - أليس هذا جنون؟
الخوف من المستقبل و اتخاذ القرار ...
طموحنا في أن نشغل مناصب عليا – ومحاولاتنا جميعاً في اخراج أحلامنا بصورة قريبة الى الواقع – يجعلنا في تردد مستمر في الإنتقال من خطوة إلى أخرى ، فلا يوجد واحدٌ لا يطمح بوظيفة محترمة ذات ربح ومكانة عاليين – أعمل أنا مثلا في شركة ( كذا ) – قابلت صديقي لأجد أن الشركة التي يعمل بها يحتاجون لجهودي معهم ، ولذاً فوجب عليَ أن أترك وظيفتي الحالية لأحمل أختام الوظيفة الجديدة – فحينها أقف بداخل دائرة الحيرة في الإختيار ما بين هاتين – تجول برأسي عناصر المقارنة بينهما
هل لو وافقت طلب الشركة الثانية – سيكون حالي أطيب مما انا عليه ؟
هل سأكون خطوت خطوة الى الامام ؟؟
هل سألقى ما يناسبني من مكانة ومكسب وتطور ؟
هل .. وهل .. وهل
نجد أنفسنا قلقة بشأن الوظيفة ( الخطوة ) الجديدة - ليتطور الوضع ليذهب الى التردد وما أدراك إياه – فهو سريع التواصل مع الخوف - وتتبع السلسلة ...
نعقد المقارنات الواهية – نبذل الكثير من الجهد في التفكير السلبي وعناصر المقارنة السلبية – فلو نظرنا الى ( الخطوة الجديدة ) الوظيفة الجديدة على أنها – زيادة في اتساع الخبرة ، والإنتقال من موضع لأخر يكسب الأشخاص كسر حاجز الرهبة من المستقبل – والخوف منه ، فبهذه الطريقة تكون الخطوة ذات ثبات وإقدام .
الخوف من اللاشيء ...
يضحك بعضنا ويتعالى في الضحكات – ويا لها من ليلة حقاً لا تتكرر كثيراً ، الفرح يسود المكان – كل الوجوه تبتسم ومن يراهم يضحك لضحكهم – وفجأة !!!
ينتصب أحدهم ليقول ( خير اللهم اجعله خير ) ( أكيد في حاجه هتحصل وحشه قوي ) !! وبعدها يتحول الضحك والفكاهة والمرح الى حقيبة سوداء ممتلئة بالحزن والقلق - ويتحول الضاحكون إلى مجموعة من البشر لا يعرفون كيف يواجهون خوفهم من حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم ، فهم في الحقيقة لا يعرفون كيف تكون السعادة وكيف يفرحون.
هذا هو الخوف بعينه ، عندما نضحك ونفرح نقول ( اللهم اجعله خير ) ، وعندما نتزايد في الضحك والسعادة ، ننتظر الكارثة المرتقب حدوثها ... أي بلاهة هذه !
لا تترك نفسك لخوفك – فخوفنا من الخوف يجعلنا دائما في خوف ...
مجلة الوعي العربي
خوفنا من الخوف يجعلنا دائماً في خوف
عبدالرحيم مهنا
بتاريخ 11 أكتوبر 2009
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى