**** داء العصر ****

الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 5:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

**** داء العصر ****

أ.محمد توم حامد
محاضر بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية

لقد آلمنا وآلم كل مسلم غيور على إخواته المسلمات، ما

أصبح واضحاً جلياً من أنواع التبرج والسفور لدى

البعض من الفتيات المسلمات، مع علمهن بحرمة ما يقعن

فيه من تبرج وسفور – الذي هو عنوان فساد وبعدهاعن

دين ربها- بإظهار زينتها ومحاسنها للرجال، بل ومع

حفظهن لقول الله تعالى ونهيه وتحذيره عن الوقوع في ذلك

(ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، معرفتهن بقول النبي

صلى الله عليه وسلم منذراً مذكراً "صنفان من أهل النار

لم أرهما – ذكر منهما- "نساء كاسيات عاريات مائلات

مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة،

ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد على مسيرة كذا

وكذا" – رواه مسلم.. وفي رواية "من مسيرة خمسمائة

عام".

هذا الصنف لم يره النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه

الخيِّر، ورأيناه نحن في زماننا هذا بكثرة، مما لا يخفى على

ذي عين مبصرة. فيا حسرة المتخلقة بأخلاق الجاهلية

الجهلاء، ويا حسرة المتصفة بصفات من كنّ في الضلالة

العمياء.. ويا حسرة المقلدة لنساء وبنات اليهود

والنصارى والملحدين والمستشرقين وهلمّ جرا..

وما أكثر أنواع التبرج والسفور في أيامنا هذه، بيد أن

تفشي وانتشر ورآه أكثر البشر يتمثل في الآتي:
1

- استعمال المساحيق من كريمات وما شاكلها من مشكل

2- استعمال الأصباغ بأنواعها وألوانها ا لمختلفة

3- لبس الشفاف الرقيق من الثياب

4- لبس الضيق الحذق من الثياب
5-

استعمال طلاء الأظافر "المنكير"

6- إطالة الأظافر

إلى غير ذلك من أنواع التبرج والسفور التي في ظن بعض

النساء أنها من علامات التقدم والتطور الحضاري والرقي،

مع أن التقدم والتطور والحضارة والثقافة تتحقق بصيانة

الشرف وملازمة العفاف، ولله درّ القائل:

ياابنتي إن أردت آية حسـن **** وجمـال يزين

جسـماً وعقلا

فانبـذي عادة التبرج نبـذا **** فجـمال النفوس أسمى وأعلى
يصنع الصانعون وردا ولكن **** وردة الروض لا تضارع شكلا

وليت شعري كيف تقبل الشريفة العفيفة عرض جمالها

للناس سلعة رخيصة تتداولها أعينهم؟ وكيف يرضى

حياؤها أن تكون مبعث إثارة شهوة في نفس رجل يراها؟

وكيف تطيق الشعور بأن يصبو إليها ويتمناها؟ إنها لو

فكرت في ذلك الأمر برهة لاحمرّ وجهها خجلا، ولسترت

جمالها وزينتها عن الأعين التي بها سهم من سهام إبليس.

إن المؤمنة التقية هي التي دل مظهرها على مخبرها، وهي

التي سطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فحينها تعرف

أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامر القرآن فيحترمها

المؤمنون، ويجتنبها الفاسقون.

ومن أرادت إدراك خطورة التبرج والسفور وعواقبه

الوخيمة في ا لدنيا قبل الآخرة، فلتمنعن النظل في بعض ما

وقع لبعض المجتمعات في ا لبلدان المنحلة الفاسدة التي لا

يهذبها دين ولا يقومها خلق، وقديماً قالوا:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وإليك بعض ما ذكره أهل العلم من عواقب التبرج والسفور:

1- شيوع الفواحش وسيطرة الشهوات

2- انتشار العادات السيئة
3-

الإساءة إلى بالذات..بتعريض عفافها وعرضها للأذى

4- الانهيار الخلقي الشامل

5- شقاء الروح والقلب بسبب أن المجتمع المتبرج في

غفلة عن الله والأيمان به والتصديق برسله ورسالاته.

وختاماً: نحن لا نريدك صالحة فقط، بل مصلحة كذلك،

تحملين لواء الدعوة عالياً خفاقاً، مشرقاً منيراً، تضيئين به

ظُلَم الجهل والغفلة، والتبرج والسفور، حتى يتفرق وينجلي.

أخـتاه دونك حـاجز وسـتار **** ولديك من

صدق اليقين شعار

عـودي إلى الرحمن عوداً صادقاً **** فبه يزول

الشـر والأشـرار

أخـتاه دينك مـنبع يُروى بـه **** قلب التقـي

وتشـرق الأنوار

وتلاوة القـرآن خـير وسـيلة **** للنصـر، لا دفَّ ولا مـزمار

وودعاؤك الميمون في جنح الدجى **** سـهمٌ تذوب أمامه الأخطار

في منـهج (الخنساء) درس فضيلة **** وبمثـله يسـترشد الأخـيار

فـي كفـك النشء الذين بمثلهم **** تصـفو الحـياة وتحفظ الآثار

هُـزِّي لهـم جذع البطولة ربما **** أدمـى وجـوه الظالمين صغار

غذِّي صـغارك بالعقيـدة إنها **** زاد بـه يتــزوّد الأبــرار

لا تسـتجيبي للدعـاوى إنها **** كذبٌ وفيـها للظـنون مثـار

لا ترهـبي التيـار أنت قـويةٌ **** بالله مـهما اسـتأسـد التيـار

تبقى صـروح الحق شامخة وإن **** أرغـى وأزبد عـندها الإعصـار